السبت، 26 نوفمبر 2011

جدتى تقول 000000000000

جدتى تقول أن قلبها يقول أنك ستعود ..

دفنت وجهي في قلب جدتي هذا المساء
وحدثتها عنك,
فقالت لي : يا ابنتي...
انكسار الرجال صعب .. لأنه أصلب


... اعذرها يا سيدي ..
فجدتي لا تجيد استخدام اللغة الفصحى
ولا تجيد تنميق الحروف ولا زخرفة الكلمات
هي فقط..
تجيد استخدام فطرتها


اعذرها يا سيدي..
فجدتي ما زالت تعيش طقوس زمانها الجميل
ما زالت تظن أن كل الرجال مثل جدي
وأن قلب الرجل لا يحتمل أكثر من حب
وأن حلم الرجل لا يحتمل أكثر من طيف
وأن حكاية الرجل لا تحتمل أكثر من بطلة


اعذرها يا سيدي..
فجدتي لا تجيد استخدام الهاتف النقال
ولا تحفظ سوى أرقام المحارم
ولا تجيد استخدام الكومبيوتر والإنترنت
ولا يخطر في قلبها المطمئن بذكر الله
أن هناك شيئا كالصندوق الصغير
يربط العالم بأسره كالقرية الصغيرة
وأنه بهذا الصندوق تمارس كل الكبائر
بدءا ً بقذف المحصنات
وانتهاءا بالزنا


اعذرها يا سيدي..
فجدتي ما زالت تقيم فوق سجادة صلاتها
لا تغادرها إلا للضرورة
جدتي ما زالت تظن :
" أن اللي يحب ما يكره
وأن اللي يحب ما ينسى
واللي يحب ما يخون "


اعذرها يا سيدي..
فجدتي تظن أنك تعاني كما أعاني
وأنك تفتقدني كما افتقدك
وأن الحياة تتوقف لديك في غيابي
كما تتوقف الحياة لدي في غيابك
وأنك فقدت بعد الفراق
شهية النوم
وشهية الطعام
وشهية الحياة
وشهية الإحساس بالأشياء
وأن بداخلك بركانا من الشوق إليّ
والغضب عليّ
وأنك تكابر وتتألم بصمت
وأنك تفكر في محادثتي وتتردد
وأنك تفكر في الكتابة إلي وتتراجع
وأنك تود لو تصرخ في كل الوجوه التي تلتقيها..
وتتماسك


اعذرها يا سيدي..
لا تسخر من جدتي
فهي امرأة في سبعينها
لكنها تحبك
نعم..تحبك جدا


فجدتي لا تجيد في الحياة مثل أمومتها

وجدتي تقول
إن قلبها يقول
أنك ستعود
وأني سأعود
وكم أحب قلب جدتي حين يقول ما يقول




اعذرها يا سيدي..
فجدتي لم تعش زمن التلوث
ولا تعرف وجبات الحب السريعة
وتظن أن القلب يموت قبل الحب دائما
جدتي تظن
أنك في هذا المساء

ستدفن رأسك في قلب جدتك

وستحدثها عني




سيدي
جدتي أوصتني
أن أوصيك بنفسي
وأن أبلغك منها السلام
وجدتي موقنة أن وصيتها ستصلك
وأن سلامها سيصلك


سيدي
وقبل أن يرعبنا المساء
جدتي توصيك بي خيرا
وتبلغك السلام
___________

ما أطهرهم
ما أنقاهم


ما أروعهم

أولئك الذين سبقونا إلى هذه الحياة
فأخذوا من الطيبة والنقاء أكبر نصيب
___________________

أعجبني فنقلته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق